“داعش”: كيف تروج وسائل إعلام للفكر المتطرف باسم “الحياد”؟

هل نسمي الجماعات المتطرفة بأسمائها؟

“تنظيم متطرف”

ما زالت أخبار التنطيم البربري الذي سيطر على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق تتردد من وقت لآخر في وسائل الإعلام. وكان التنظيم قد أثار ردود فعل متباينة عند إعلانه المبهرج عن إنشاء كيانه الذي نسبه إلى الخلافة، وأخذت وسائل الإعلام المتلهفة إلى ما يطرقع ويقرقع من الأخبار تلوك أخباره، وتردد عشرات المرات في اليوم الاسم الذي اختاره لكيانه المزعوم.

ولفت هذا النهج انتباه رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، خلال فترة توليه رئاسة الحكومة، فأثار جدلا بشأن استخدام بعض وسائل الإعلام لتعبير ”الدولة الإسلامية“ عند تغطيتها لأخبار جماعة البغدادي المتطرفة، وهذا الجدل بحاجة إلى وقفة لغوية متأنية.

إذ إن كثيرا من الناس يستخدمون الكلام – معظم الوقت – واللغة (المكتوبة) أحيانا، في حياتهم اليومية، في المجالات المختلفة، دون أن يدركوا مدى تأثير الكلمات في أذهان المتلقين والمستمعين. ومثلهم في ذلك مثل أي إنسان عادي، يتنفس الهواء كل دقيقة، دون أن يعرف كيف تتم عملية التنفس. وليس هناك حاجة ملحة تدفعه لا إلى معرفة تأثير الكلمات، ولا إلى التعرف على كيفية استفادة جسمه من مكونات الهواء الذي يتنفسه.

وكان ديفيد كاميرون قد وصف استخدام وسائل الإعلام لتعبير (الدولة الإسلامية) – في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، قائلا إن التنظيم ليس دولة إسلامية، بل “نظام بربري” بشع يشوه الدين الإسلامي. وإن التعبير مسيء لكثير من المسلمين. وأوصى باستخدام التعبير المختصر (داعش)، بدلا منه.

كما وقتذاك طالبت مجموعة برلمانية في مجلس العموم – تضم ١٢٠ عضوا ينتمون إلى أحزاب مختلفة – وسائل الإعلام باستخدام التعبير المختصر في تغطيتها.

لكن بعض وسائل الإعلام البريطانية رفض مطلب البرلمانيين. وقال بعض مسؤوليها إن استخدام تعبير (داعش) فيه تحقير للتنظيم، ويجب على وسائل الإعلام أن تكون عادلة في تعاملها معه. وأضافوا أن الإعلام إذا استخدم التعبير المختصر، فإنه بذلك ينتهك الالتزام بالحيادية. ولكنهم أقروا في الوقت نفسه بأن تعبير (الدولة الإسلامية) قد يعطي انطباعا بأن التنظيم دولة موجودة بالفعل. بيد أنهم أضافوا أن الإعلام يؤثر استخدام تعبير (جماعة الدولة الإسلامية)، أو (ما يُسمى بالدولة الإسلامية)، بدلا من (داعش).

والحقيقة أن كلام مسؤولي الإعلام للقضية من الناحية الإعلامية لا غبار عليه. لكن القضية برمتها قضية تتعلق بالخطاب السياسي واللغة المستخدمة فيه. وقصر الأمر برمته على مسألة ”الحيادية“ في تغطية الأخبار والأحداث، فيه تجاهل وإغماط لجوهر القضية.

إذ إن القضية – كما تحدث عنها رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون – تتعلق باستخدام تعبير بعينه، وما توحي به دلالة هذا التعبير عند استخدامه في أذهان الجمهور، وتأثير هذا في المتلقين، الذين من بينهم مسلمون.

وهذا ما سأحاول توضيحه هنا.

تأثير الكلمات الفعال

تستخدم الكلمات والتعبيرات في أي خطاب سياسي، ومنها خطاب التنظيمات والجماعات المتطرفة، مثل (داعش)، لتنشيط صور ومفاهيم ذهنية معينة في أذهان المستمعين والمشاهدين والمتلقين، لتدفعهم بعد ذلك إلى الفعل والحركة، بحسب ما يقوله الباحثون في علم اللغة الإدراكي، أو المعرفي  .(Cognitive Linguistics)

ويستغل الخطاب السياسي في هذا وسائل الإعلام المختلفة التي تتلقف طواعية كل ما يتفوه به القادة والسياسيون، وزعماء التنظيمات السياسية أو الجماعات الدينية، أو الاجتماعية المؤثرة في البلدان المختلفة، لأنه يعد مادة رائجة جدا.

كما يستخدم هؤلاء السياسيون والقادة جميعا بحنكة ووعي مواقع التواصل الاجتماعي المفتّحة الأبواب منابر لنشر أفكارهم وترويجها.

وتكفل طبيعة الإعلام، التي تتخذ من الأخبار مادة لها كل ساعة، تكرار محتوى هذا الخطاب السياسي، ويزداد بهذا التكرار ترداد التعبيرات المأثورة لدى السياسيين والجماعات والتنظيمات، مرة بعد مرة كل يوم فيكون تأثيرها في المتلقين أكبر.

وهذا التكرار – بحسب علم اللغة الإدراكي – ينشط في أذهان المتلقين تلك المفاهيم والصور والأطر الذهنية (frames) التي يسعى الخطاب السياسي إلى ترويجها بين الجماهير وترسخها في أذهان الأفراد.

ففي كل مرة تتحدث فيها وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي عن جماعة البغدادي المتطرفة، الذي ينسب نفسه لـ”الدولة الإسلامية”، يستحضر المتلقون في أذهانهم صورا ومفاهيم متعلقة بهذا المفهوم المغروس في أذهان المسلمين منذ سني الدراسة وقراءتهم للتاريخ الإسلامي، وهي صور محببة إلى نفوس كثير منهم. ويساعد هذا في ترسيخ إطار ذهني مقبول لذلك التنظيم في الأذهان، لأنه يعيد ويحيي – ذهنيا على الأقل لدى بعض المتلقين – جزءا من تاريخ مفقود.

إن تكرار تعبير (الدولة الإسلامية) طبقا لنظرية “الإطار الذهني – Frame” التي يتبناها عالم اللغة الأمريكي جورج لاكوف، ينشط هذا المفهوم ويرسخه في الأذهان، ليجعله بعد ذلك مفهوما عميقا.

وتنقسم المفاهيم والأطر الذهنية – بحسب تلك النظرية – إلى مفاهيم سطحية، ومفاهيم عميقة. أما السطحية فهي المفاهيم الجديدة التي يستخدمها الساسة، وزعماء الأحزاب والجماعات ولما يكتب لها الشيوع والتكرار بعد. وقد تصبح تلك المفاهيم السطحية فيما بعد مفاهيم عميقة بعد تداولها في وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولنضرب لذلك مثلا من حملة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (الابن) التي شنها تمهيدا للحرب على العراق، ووضع لها مفهوما جديدا هو “الحرب على الإرهاب”.

فعندما أراد جورج بوش الابن – عقب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ – شن الحرب على أفغانستان، لم يقل سنحارب أفغانستان، أو طالبان، أو القاعدة، لكنه رفع شعارا ذكيا يخدم مصالحه، ويكسب به تأييد الجميع حتى المعارضين لفكرة الحرب، هو “الحرب على الإرهاب – War on Terror” فالحرب في هذا الشعار تُشن على فكرة مجردة هي “الإرهاب”، وبذلك يمكن أن تمتد إلى أي مكان، وأن تستمر لأي فترة، بحسب ما تريده الإدارة الأمريكية، ولا يستطيع أحد أن يعترض على حرب يُواجَه فيها الإرهاب.

ولم يختر بوش شعار “الحرب على الإرهابيين”، لأن الإرهابيين محدود عددهم مهما كثروا وتوزعوا، ولا يمكن شن الحرب هنا وهناك بذريعة مقاتلة الإرهابيين. وبناء على هذا الشعار شن بوش حربه على العراق أيضا، باعتبارها حربا مشروعة ردا على ما حدث لأمريكا في ١١ سبتمبر.

ولم يكن هذا الشعار من بنات أفكار الرئيس الأمريكي نفسه، ولا الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، ولكنه صيغ – فيما أظن – بعد استشارة فرانك لونتز – Frank Luntz خبير الحزب الجمهوري في اللغة والتواصل والتحليل السياسي.

وكان بوش قد مهد لحملته على أفغانستان في خطاب له أمام الكونجرس الأمريكي بمجلسيه في ٢٠ سبتمبر ٢٠٠١ بعبارته المأثورة التي قسم فيها العالم إلى قسمين قائلا “إما تكون معنا، وإما تكون مع الإرهابيين – Either you are with us, or you are with the terrorists”.

وحتى يمهد بوش لحملته على العراق بدأ في خطاب الاتحاد في يناير ٢٠٠٢ بالإشارة إلى ما سماه بـ”محور الشر -Axis of evil ” الذي يضم العراق وإيران وكوريا الشمالية. ودعم الرئيس الأمريكي إطاره الذهني الجديد بالزعم بأن تلك الدول تساند الإرهاب، مركزا الهجوم على العراق في ذلك الخطاب الذي ألقاه في ٢٩ يناير ٢٠٠٢. ويعود فضل صياغة هذا تعبير “محور الشر” إلى ديفيد فرَم -David Frum  الذي كان يكتب خطابات الرئيس الأمريكي آنذاك.

وقد نجح بوش من خلال هاتين العبارتين في الحالتين في إقناع الأمريكيين وكسب تأييد أكبر عدد منهم للحرب على أفغانستان والعراق. وعلى الرغم من أن بوش – من ناحية أخرى – قسم العالم إلى معسكرين، بيد أنه وحَّد الأمريكيين وراءه.

ما مفهوم الخطاب؟

ومع تفرع العلوم اللغوية الحديثة، وظهور “تحليل الخطاب – Discourse Analysis”، اختلفت النظرة إلى اللغة ومفهومها. فأصبح ينظر إليها – في عرف بعض مدارس تحليل الخطاب – على أنها “وسيلة تُشكل الواقع وتُغيره”، أو “تُقدم الواقع بشكل مغاير عن طريق الخداع”. بل قال بعض علماء تحليل الخطاب  إن “اللغة وسيلة للسيطرة، كما أنها وسيلة للتواصل”.

وبذلك أضحت اللغة سلاحا يستخدمه الساسة والخطباء في الإقناع، بإسباغ أفكارهم لباسا يقنع المخاطبين بتلقيها.

والمقصود بالخطاب هنا هو أي نص مسموع أو مكتوب، يهدف إلى توصيل رسالة ما، ويندرج تحت هذا: الكلام المسموع، والنصوص المكتوبة، بغض النظر عن طولها، ولغة الإشارة التي يستخدمها الصم والبكم، والصور، والملابس، والموسيقى، والمعمار، والرقص، طالما أنها ذات دلالة.

وندرك من هذا المفهوم أن “الخطاب السياسي”، مثلا، لا ينحصر فقط في الخطب السياسية التي يلقيها الزعماء والساسة، بل يتجاوز ذلك إلى ما يستخدمه السياسيون من وسائل للتعبير: مثل الشعارات، واللافتات، والهتافات، والمناظرات، والصور التي يعلقونها أو ينشرونها، والزي الذي يلبسونه، والموسيقى والأناشيد التي تصاحب تجمعاتهم.

ويمتاز الخطاب السياسي لدى علماء تحليل الخطاب بأنه – كما يقول ڤان دايك – Van Dijk، أحد أشهر الباحثين في هذا المجال: “خطاب شفوي ينتج أمام جمهور، هدفه الوحيد هو الإقناع، وليس التعليم، أو الترفيه والتسلية”.

 ويستطيع الخطيب أو المتحدث باستخدام اللغة أن يقود جمهوره بطريقة إيجابية، أو أن يضلله، حتى يعتقد هذا الجمهور بأن مصالح الحزب الذي ينتمي إليه الخطيب أو السياسي الضيقة هي مصالح الشعب بصفة عامة.

ولا غرابة في ذلك، فالسياسة في مجملها – كما يقول بول تشيلتون الباحث في تحليل الخطاب السياسي – “هي كيفية استخدام اللغة”. ويرى تشيلتون أننا يمكننا عن طريق اللغة، ومن خلال المؤسسات السياسية والاجتماعية، أن نعلن الحرب، وأن نحكم على شخص ما  بأنه “مذنب” أو “بريء”، وأن نزيد الضرائب أو نخفضها.

نظرية “الأطر الذهنية”

ويجب أن ندرك أن الدور الذي تؤديه الكلمات التي نستخدمها كل يوم في حياتنا لا يقتصر على إرضاء المخاطبين أو إغضابهم، بل إن تلك الكلمات دوما ما تثير – إلى جانب ذلك، وربما نتيجة لذلك – في أذهان السامعين عند نطقها، أطرا (أو صورا ذهنية) معينة، وتفرض على المتلقين فهما خاصا ومحددا، إزاء الموقف الذي تلفظ فيه، يسعى المتكلم إلى فرضه.

ولا يقف الأمر عند حد التصور الذهني، إذ إن الإنسان عادة ما ينتقل من مرحلة الإدراك الذهني إلى مرحلة السلوك النابع من هذا الإدراك، فيسلك سلوكا معينا.

والمشكلة التي ينبهنا إليها جورج لاكوف، أحد أبرز علماء نظرية الإطار الذهني، أن من يرفض إطارا ما فهو يدعمه – دون أن يدري – في ذهن المخاطب. ويضرب لاكوف مثلا بما اعتاد أن يطلبه من طلابه في بداية محاضراته عند شرح النظرية، وهو ألا “يفكروا في فِيل”. ولكن ينتهي الأمر بجميع الطلاب وقد استحضروا، دون إرادة منهم، صورة فيل إلى أذهانهم.

ويقول لاكوف إنك إن أردت رفض إطار ما فعليك أن تطرح إطارا آخر يحل محله، لا أن تنفي الإطار الذهني الذي لا توافق عليه.

فإذا كنا نريد رفض المفهوم الذي طرحه تنظيم (داعش) عند تأسيسه، وهو “الدولة الإسلامية”، فلا ينبغي لنا القول (نحن نرفض مفهوم الدولة الإسلامية الذي يطرحه التنظيم)، لأن هذا يكرس المفهوم ذاته في أذهان الناس. بل ينبغي عند الحديث عنه أن نستبدل به مفهوما آخر، كما فعل ديفيد كاميرون، حينما قال إنه “تنظيم بربري”. وأن نكرر هذا المفهوم البديل، حتى يرسخ في أذهان الناس.

لكن بعض وسائل الإعلام رفضت هذا الخيار مدعية الحفاظ على الحياد. وهل هناك حياد مع القتلة والمجرمين والخارجين على القانون والأعراف؟

وتظهر بنى الأطر الذهنية على مستوى أقل في اللغة، في الجمل. فالفعل (اتهم)، يحدد معناه في إطار ذهني هو (الاتهام)، الذي يقتضي “متهِم”، و”متهَم”، و”جريمة”، و”اتهام” محدد.

قد لمس شيئا قريبا من ذلك المفكر المصري سلامة موسى عام 1945 في كتابه (البلاغة العصرية واللغة العربية) حينما قال إن “كلماتنا التي نتحدث بها ونقرأها تعين أخلاقنا وسلوكنا الاجتماعي، فنحن فضلاء أو أرذال باللغة، ونحن عقلاء أو مجانين باللغة، وعلماء أو جهلاء باللغة”.

وضرب موسى مثلا بالشاب الريفي الذي نشأ وتربي وسمع بأذنه، وتكرر سماعه لكلمات “الثأر والانتقام والدم”، فإن هذه الكلمات حين ينطقها تصور له صورا فكرية معينة وتحمله على أن يسلك السلوك الإجرامي بقتل خصومه لأوهى الأسباب”.

والحقيقة المؤلمة هي أن بعض وسائل الإعلام تتحمل القسط الأكبر من مسؤولية نشر خطاب التطرف والعنف، حتى وإن كانت تتبنى الحياد والموضوعية. فباسم الحياد تتحدث عن الجماعات والتنظيمات بأسمائها، فترسخها في الأذهان، وتنقل أخبارها بحيادية أيضا فتكون، دون أن تدري، منبرا لها.

خطاب التسامح

وهذه مشكلة ينبغي على وسائل الإعلام التعامل معها بحنكة وذكاء بحيث تحافظ على وظيفتها في نقل الأخبار وإعلام الناس بما يحدث حولهم، دون أن تسهم في نشر خطاب العنف والتطرف، ودون أن تصبح منبرا للجماعات والتنظيمات المتطرفة.

وربما يساعد في الحفاظ على ذلك التوازن المنشود في وسائل الإعلام إفساحها المجال أكثر لممثلي خطاب التسامح والمؤاخاة والمواطنة في برامجها وندواتها لتواجه بطريقة إيجابية الخطاب الآخر.

وبهذا يمكننا أن نحد شيئا فشيئا من خطاب العنف الذي ألصق افتئاتا باللغة العربية في السنوات الماضية. وما أجمل أن نذكر – كما يقول سلامة موسى – ونكرر ذكر “كلمات الحرية والديمقراطية، .. والمساواة والإخاء والحب .. وحق المرأة في الإنسانية”.

للمشاركة على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

البحث

محمد العشيري

عملت محاضرًا في اللغة والثقافة العربية في جامعة برمنجهام البريطانية. درَستُ علم الأصوات اللغوية وعلم اللغة وتخصصت فيهما، ثم درَّستهما فيما بعد. وتشمل مجالات اهتمامي علوم اللغة العربية، والخطاب الإسلامي، واللغة في وسائل الإعلام. عملت أيضًا في جامعة وستمنستر في لندن، وجامعة عين شمس المصرية في القاهرة. وعملت مذيعا ومقدم ومعد برامج في هيئة الإذاعة البريطانية. من بين مؤلفاتي: “أصوات التلاوة في مصر: دراسة صوتية، و“عربية القرآن: مقدمة قصيرة”، و”كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية لأبي حاتم الرازي: دراسة لغوية”. ونشرت مجموعة قصصية تحت عنوان “حرم المرحوم” وكتبا أخرى.