حديث القلب دوما يصل إلى القلوب.
وهذا حديث الأستاذ علي أسعد مذيعنا الكبير في سيرته التي جاءت تحت عنوان:
ثمانية وخمسون عاما من الإعلام والأعلام.
وقد أسعدني الأستاذ عندما أرسل إلي مشكورا نسخة ممهورة بإهداء رقيق محمود منه. ولكن سعادتي كانت أكبر حينما قضيت يومين في صحبته مستمتعا بنسمات العشق فيه.
ومحور الكتاب كله، من وجهة نظري، هو العشق. فعشقه للإذاعة منذ الصبا والشباب في جزئه الأول، هو ما دفعه إلى نقل خبرته، بعد سنوات، إلى الأجيال التالية في دورات تدريبية كان يقدمها إلى محبي الفن الإذاعي في الراديو وفي التلفزيون، وحرَص على أن يضمنها ذلك الجزء من الكتاب.
وعشقه للآداب والفنون والكُتَّاب والفنانين كان بينا جليا في جزء الكتاب الثاني في حديثه عن الأعلام الذين أعجب بهم ثم التقى بهم من بعد خلال رحلته الإذاعية الممتدة من الإذاعة الأردنية، إلى الإذاعة العربية في إيران، ثم إلى هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.
وقد بدا ذلك العشق إعجابا ببعض من التقاهم، مثل المفكر الكبير إدوارد سعيد، والفنان عزت العلايلي، والمخرج الكبير صلاح أبو سيف، والملحن بليغ حمدي والمطرب محمد رشدي، وغيرهم.
لكنه بلغ طور العشق عن بعد مع الفنان الكبير فريد الأطرش. عشق لا يخفيه ولا يستتر بين صفحات الكتاب بالرغم من أنه لم يلتقه وإن كان قد سعى إلى اللقاء بيد أن يد القدر حالت دونه.
وقد ساورني خلال القراءة تساؤل لم أر له جوابا بين سطور عشقه لفريد الأطرش، وهو: ألم يثر ذلك العشق غيرة زوجته؟
وكانت قصة الأستاذ مع محبوبته وزوجته سلوى أبو السعود رحمها الله قمة العشق في جزئه الأخير. وهي قصة يجب قراءتها لمن أراد أن يعرفها، فأي كلمات أخرى غير كلمات علي أسعد في سردها لن توفيها حقها.
وأحمد الله تعالى أن كتاب ”ثمانية وخمسون عاما من الإعلام والأعلام“ متاح رقميا لمن يريد الاطلاع عليه. وأنا أدعو طلاب الإعلام والعاملين في مجاله إلى قراءته للانتفاع بما وضعه الأستاذ فيه من إرشادات لا غنى لهم عنها.
مرتبط
اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.