قصة قاسية شديدة الألم، لكنها دالة جدا على تفكير بعض “المسلمين”.
لماذا يفكر صبي في الخامسة عشرة من عمره في قطع يده لأنه توهم أنه أساء للنبي الكريم محمد عليه السلام؟
في شهر يناير حضر الصبي احتفالا بالمولد النبوي في مسجد في قريته في باكستان. وأراد منظم الاحتفال – كما يقول موقع بي بي سي – شحذ همم المصلين في المسجد. فسألهم “من منكم يسير على نهج النبي محمد؟”. فرفع الجميع أيديهم.
ثم أتبع ذلك بسؤال آخر “من منكم لا يؤمن بتعاليم النبي فليرفع يده؟”
وأخطأ الطفل السمع ورفع يده عن دون قصد.
وهنا اتهمه الإمام بالتجديف. وعاد الصبي إلى المنزل وهو يريد أن يبرهن على حبه للنبي فقطع يده.
وقال الصبي لمراسلة بي بي سي “عندما رفعت يدي دون قصد، أدركت أني ارتكبت خطأ في حق الدين ولابد لي من التكفير عن ذلك. عدت إلى المنزل وذهبت إلى آلة قطع الحشائش … وقطعتها مرة واحدة”.
والتقط الصبي يده المبتورة وهي تنزف دما ووضعها على صينية ثم ذهب بها إلى المسجد …
لكن، لماذا يسارع إمام مسجد – على الملأ – إلى تكفير صبي واتهامه بالتجديف لأنه رفع خطأ يده، محرضا عليه عمدا الحضور جميعهم؟
وما الذي عادت به “تضحية” الصبي بيده على دينه، وعلى النبي الكريم، وعلى أتباعه، وعلى والده الفقير؟
لقد تحمل الصبي ألم قطع يده، لأن إحساسه بالندم القابض على صدره، عقب اتهام الإمام له بالتجديف كان أشد إيلاما، لأنه هكذا تربى.
ثم تفكروا في رد فعل أهل بلدة الصبي عقب تضحيته، وقد أخذ بعضهم يقبل يده الأخرى؟
أسئلة علينا أن نتروى في البحث عن إجابات عليها في طرق تربيتنا، وتربية أبنائنا، وكيف ننظر إلى الدين، ورموزه، والتضحية في سبيله أو سبيلهم.