عرفت صديقي في عام ٢٠٠٨ في ظروف لم يكن لي يد في تدبيرها.
كان رجلا سمح الوجه، أنيق الملبس، حلو الحديث. ولعل دراسته لعلم اللغة حتى بلغ درجة الدكتوراه كانت عاملا مهما في التقرب منه أكثر فأكثر، فهو من بني جلدتي.
وكان كريما عطوفا، يسعى دوما إلى استضافة أصدقائه في بيته – خاصة في رمضان – لتناول الطعام، ولمناقشة أمور الثقافة والفكر والدين. وكم كانت زوجته سيدة مضيافة صبورة كريمة.
كان ينحدر من أسرة عرفت بالعلم، إذ إن شقيقه داعية معروف. وكان هو يخطب فينا الجمعة من وقت لآخر.
وكانت لديه آمال عريضة، لكن كانت لديه أيضا آلام كبيرة. فقد تزوج ورزق بعدد من البنات، ولكن زوجته هزمها المرض فرحلت وتركته وتركت بناتها. وكان هو قد أنهكه السكري. لكنه ظل يقاوم حتى بعد أن أثر الداء في بصره، وسارع إلى تزويج بنتين من بناته بعد رحيل زوجته.
قبل أيام كان يتحدث عن مشروع جديد بكل أمل وسعادة، بيد أن يد القدر لم تمهله.
وداعا صديقي، وآن لك الآن أن تستريح، وآن لك أن تعود إلى زوجك لتخفف عنك آلام المرض وتمسح عنك عناءه كما كانت دوما تفعل هنا.
وداعا صديقي!