لما أزل أعاني منذ فترة من ألم شديد في كتفي، يصعب معه عليّ رفع يدي، أو حمل شيء ثقيل، أو حتى تحمل شدها من متحمس للقاء عند المصافحة. وأكاد لا أنعم بنوم هادئ بسبب الألم عند تقلبي.
وبغض النظر عن سبب هذه الآلام فإني تعلمت منها الكثير.
لقد تعلمت الصبر والتعايش مع الألم.
وكم مرت علي لحظات أدركت فيها لماذا يقدم بعض الناس على إنهاء حياتهم بسبب الألم، لأنهم لم يعودوا يملكون القدرة على التعايش معه. وقد قاسيت هذا قبل سنوات حينما ألم بي ألم مرض ”الشينجلز“، أو فيروس الحصبة الكامن في الجسم الذي يظهر فجأة عند ضعف المناعة فيه. وكم كانت قسوة الألم وشدته لأنه لا يظهر إلا عند مناطق الأعصاب ويضربها مباشرة بلا هوادة.
وعلمني الألم أيضا أن لكل شيء نهاية حتى الألم ذاته، ولهذا يشعر الصبور بجائزة صبره، لأنه تطلع إلى النهاية فرأى الحقيقة قبل حدوثها وتذوق طعمها لما أقبلت، ولم يقف عند البدايات فعميت بصيرته عن رؤية النهاية.
وكان أكبر درس علمني إياه الألم هو إدراكي لما ينعم به الآخرون – ممن لا يحملون على أكتافهم مثل ألمي – عندما يصافحون غيرهم، أو عندما يحركون أذرعهم، أو عندما يتقلبون في النوم أو في اليقظة.pain
وآمل أن ينعم هؤلاء بلذة ”عدم الألم“ ما استطاعوا، وأن يشكروا الله تعالى عليها، (أو الطبيعة، أو العلم أو من يرونه سببا وراء تلك اللذة إن لم يكونوا من المؤمنين بالله). لكن عليهم أن يدركوا أن الألم قد يدهمهم في أي لحظة، وفي أي موضع، فليستعدوا له بتعلم دروسه، فربما تنفعهم، أو يكون فيها مُسكّن.
One Comment