هل في الكلمات الأجنبية علامات تأنيث؟

هل في الكلمات الأجنبية علامات تأنيث؟

(٢) هل في الكلمات الأجنبية علامات تأنيث؟

الكلمات المؤنثة في العربية تُعرف – على الأغلب – بوجود لاحقة في آخرها تدل على أنها مؤنثة. وهذه اللاحقة الصرفية هي التي نسميها علامة تأنيث.

وقلت على الأغلب، لأن هناك كلمات مؤنثة في العربية لن نجد في آخرها أي لاحقة صرفية تدل على التأنيث. مثال ذلك كلمة ”شمس“ التي ذكرتها من قبل. 

وكلنا يعرف أن معظم أسماء البلدان العربية مؤنثة بلا علامة تأنيث، مثل مصر، وفلسطين، وليبيا، وتونس، والكويت، وقطر، والبحرين. 

ونحن نعلم أيضا أن كلمات مثل ”عين“، و”أذن“، و”ساق“ وغيرها مؤنثة بلا علامة تأنيث.

وأحسب أن هذا النوع من الكلمات المؤنثة بلا علامة تأنيث، أي بلا لاحقة صرفية تدل على التأنيث، تمثل صعوبة لبعض الصحفيين، فليس فيها ما يدلنا على نوعها، وعلينا أن نتعلمها سماعيا أو من خلال القراءة. وقد عرفت تلك الصعوبة من خلال الأسئلة التي كان يطرحها على بعضهم استرشادا برأيي.

وربما يتساءل أحد القراء: لماذا أذكّرهم بعلامات التأنيث التي يعرفونها، وما علاقة ذلك بالأسماء والكلمات الأجنبية التي نستخدمها في العربية؟

وأقول لمن يراوده مثل هذا السؤال: إن لكل لغة أنظمتها الخاصة في الأصوات، وفي صياغة الكلمات، في التراكيب النحوية، وفي دلالات الألفاظ، وحتى في التذكير والتأنيث.

ونحن – المتحدثين بالعربية – نتعامل مع الكلمات والأسماء الأجنبية، خاصة تلك الوافدة إلينا من لغة ليس فيها تفريق بين مذكر ومؤنث، مثل الإنجليزية، في ضوء نظام التذكير والتأنيث الموجود لدينا في العربية. ونفعل ذلك لا شعوريا ودون أن ندري.

فإن سمعنا كلمة مثل ”فيسبوك“، أو ”تويتر“، أو ”جوجل“، فإننا لا شعوريا نحس أنها كلمات مذكرة. لماذا؟ لأننا لم نر فيها أي علامة تدل على التأنيث.

أما إذا سمعنا كلمة مثل ”سينما“، “فرنسا”، و”انجلترا”، و”بورما”، و”أوركسترا“، فإننا لا شعوريا أيضا نحس أنها كلمات مؤنثة. لماذا؟ لأنها جميعا تنتهي بما يماثل علامات التأنيث في نظامنا اللغوي.

ونظام التأنيث في العربية إذن يحتوي على ثلاث علامات تدل على تأنيث الكلمة.

  • التاء المربوطة، كما في: “طبيبة“، و”ممرضة“، و”امرأة“
  • الألف الممدودة، كما في: ”صحراء“، و”سناء“، و”سماء“
  • الألف غير الممدودة (المعروفة بالألف المقصورة)، كما في: ”سلمى“، و”كبرى“، و”دنيا“

اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

للمشاركة على :

One Comment

اترك تعليقك

البحث

محمد العشيري

عملت محاضرًا في اللغة والثقافة العربية في جامعة برمنجهام البريطانية. درَستُ علم الأصوات اللغوية وعلم اللغة وتخصصت فيهما، ثم درَّستهما فيما بعد. وتشمل مجالات اهتمامي علوم اللغة العربية، والخطاب الإسلامي، واللغة في وسائل الإعلام. عملت أيضًا في جامعة وستمنستر في لندن، وجامعة عين شمس المصرية في القاهرة. وعملت مذيعا ومقدم ومعد برامج في هيئة الإذاعة البريطانية. من بين مؤلفاتي: “أصوات التلاوة في مصر: دراسة صوتية، و“عربية القرآن: مقدمة قصيرة”، و”كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية لأبي حاتم الرازي: دراسة لغوية”. ونشرت مجموعة قصصية تحت عنوان “حرم المرحوم” وكتبا أخرى.

اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading