الدين للجماعة

هل الدين مظهر فقط؟

هل الدين الدين عندنا – وأخص المسلمين هنا – أصبح شكلا وطقسا: لحية وجلبابا وحجابا أو نقابا، ورنات هاتف إسلامية، وأدعية وأذكارا تُتبادل عبر الأجهزة الإلكترونية الذكية، وصلوات تُؤدى ولا تُقام، وألسنة تلهج بتعابير لا صدى لها في القلب أو الجوارح، ومظاهر ومظاهر شتى.

أما سلوك المتزيين بلباس يعتقدون أنه لباس الدين، ومظهر يحسبون أنه ركن منه فبعيد بعيد عن جوهر الدين السمح العدل الودود البشوش، ولا أستثني إلا القليل القليل.

ومن هنا شاع الغش والخداع والكذب وانطوى الضمير وراء غلالات الجلابيب والأغطية وضاع إتقان العمل إن غاب صاحبه عن البصر. لماذا؟

لأن المهتمين بالشكل والطقس حسبوا أنهم استكملوا مقتضيات الدين والورع بالتزام الزِّي والمظهر وأداء الطقوس، ونسوا أن أداء شعائرهم أو إقامتها حق الإقامة إن لم ينفع الآخرين ويشيع الود والحب والتسامح، فهو فيما أحسب دليل نقصان في تدين الفرد.

الدين لم ينزل للفرد، بل للجماعة. ورحم الله من وعى وأدرك.

للمشاركة على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

البحث

محمد العشيري

عملت محاضرًا في اللغة والثقافة العربية في جامعة برمنجهام البريطانية. درَستُ علم الأصوات اللغوية وعلم اللغة وتخصصت فيهما، ثم درَّستهما فيما بعد. وتشمل مجالات اهتمامي علوم اللغة العربية، والخطاب الإسلامي، واللغة في وسائل الإعلام. عملت أيضًا في جامعة وستمنستر في لندن، وجامعة عين شمس المصرية في القاهرة. وعملت مذيعا ومقدم ومعد برامج في هيئة الإذاعة البريطانية. من بين مؤلفاتي: “أصوات التلاوة في مصر: دراسة صوتية، و“عربية القرآن: مقدمة قصيرة”، و”كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية لأبي حاتم الرازي: دراسة لغوية”. ونشرت مجموعة قصصية تحت عنوان “حرم المرحوم” وكتبا أخرى.