“الجنيه أقوى من الكرنيه”، مقولة بليغة جدا يرددها بعض المصريين، تحمل دلالة قوية على ما يجري في مصر.
فقد استشرت الوساطة، أو “الواسطة” والرشوة في عدد من الإدارات بحيث أصبح قضاء الحاجات مرهونا إما بمن تعرف في الإدارة أو المصلحة، أو من تحمل منه بطاقة توصية لذويه في هذه الإدارة أو تلك. وإما بما تدفعه لمن “يخلّص” لك المهمة.
ومن هنا بدأت تنشأ في مصر وظيفة جديدة هي وظيفة “المُخلّص” الذي يتولى إنهاء المهام نظير “الجنيه” الذي تدفعه.
وأخذ المصريون يدركون مدى فعالية “الجنيه” مقابل “الواسطة” مهما علا مركز صاحبها ووظيفته، كما تبرزهما هويته، أو ما يحمله من “كرنيه”.
“الجنيه أقوى من الكرنيه”
فإلى متى سيظل “الجنيه” ذَا مفعول قوي في قضاء الحاجات، هزيلا في مجال الاقتصاد، يؤثر به المصري الفقير “المخلّص” ليقضي حاجاته، ويحرم منه أولاده؟ ومتى نرى في بلادنا “الضمير” أقوى من أي عملة أو بطاقة هوية؟
عسى ذلك يكون قريبا.