“الجنيه أقوى من الكرنيه”

الجنيه أقوى من الكرنيه

“الجنيه أقوى من الكرنيه”، مقولة بليغة جدا يرددها بعض المصريين، تحمل دلالة قوية على ما يجري في مصر.

فقد استشرت الوساطة، أو “الواسطة” والرشوة في عدد من الإدارات بحيث أصبح قضاء الحاجات مرهونا إما بمن تعرف في الإدارة أو المصلحة، أو من تحمل منه بطاقة توصية لذويه في هذه الإدارة أو تلك. وإما بما تدفعه لمن “يخلّص” لك المهمة.

ومن هنا بدأت تنشأ في مصر وظيفة جديدة هي وظيفة “المُخلّص” الذي يتولى إنهاء المهام نظير “الجنيه” الذي تدفعه.

وأخذ المصريون يدركون مدى فعالية “الجنيه” مقابل “الواسطة” مهما علا مركز صاحبها ووظيفته، كما تبرزهما هويته، أو ما يحمله من “كرنيه”.

“الجنيه أقوى من الكرنيه”

فإلى متى سيظل “الجنيه” ذَا مفعول قوي في قضاء الحاجات، هزيلا في مجال الاقتصاد، يؤثر به المصري الفقير “المخلّص” ليقضي حاجاته، ويحرم منه أولاده؟ ومتى نرى في بلادنا “الضمير” أقوى من أي عملة أو بطاقة هوية؟

عسى ذلك يكون قريبا.

للمشاركة على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

البحث

محمد العشيري

عملت محاضرًا في اللغة والثقافة العربية في جامعة برمنجهام البريطانية. درَستُ علم الأصوات اللغوية وعلم اللغة وتخصصت فيهما، ثم درَّستهما فيما بعد. وتشمل مجالات اهتمامي علوم اللغة العربية، والخطاب الإسلامي، واللغة في وسائل الإعلام. عملت أيضًا في جامعة وستمنستر في لندن، وجامعة عين شمس المصرية في القاهرة. وعملت مذيعا ومقدم ومعد برامج في هيئة الإذاعة البريطانية. من بين مؤلفاتي: “أصوات التلاوة في مصر: دراسة صوتية، و“عربية القرآن: مقدمة قصيرة”، و”كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية لأبي حاتم الرازي: دراسة لغوية”. ونشرت مجموعة قصصية تحت عنوان “حرم المرحوم” وكتبا أخرى.