في ٢٥ يناير كانت السلطة في مصر القديمة تحتفل بعيد الشرطة من كل عام، فيجلس رئيس الدولة، وهو هو رئيس المجلس الأعلى للشرطة، وهو رئيس كل شيء، في صدار الحفل يحيط به قادة قمعوا الشعب الذي استنكفوا أن يكونوا في خدمته، بل أهانوا أفراده، وأذاقوهم الذل.
وفي ٢٥ يناير ٢٠١١، في مصر الجديدة، هب أبناء مصر لاستعادة كرامتهم، فكسروا حواجز الخوف والرهبة وقبول المهانة، في اليوم نفسه الذي كان ينتفخ فيه الطاغية تيها بين زبانيته وحماته من قادة الشرطة، فأصبح ٢٥ يناير يوما للثورة، ولم يعد يوما للشرطة.
وثورة، بعد أن عادت، كما قالت المذيعة، التي لا أريد أن أنعتها بوصف، وشاركها ضيفها، إلى أحضان الشعب.
وأين الثورة؟!
لقد قتلوها، وانتشى الضيف المأجور قائلا في عجرفة: هذا يوم انكشفت فيه حقيقة شباب تدربوا في صربيا ودفعت لهم أموال، لهدم هذا البلد.
وبعد قتل الثورة أخذوا يذبحون أبناءها، ويلقون بهم في السجون.
وفي ٢٥ يناير شاهدت بالصدفة فيلم ”الميدان“، فبكيت عند بعض مقاطعه، لكني تأكدت أن الثورة مستمرة ولما تنته، على حد قول أحمد، بطل الثورة والفيلم.
في ٢٥ يناير ٢٠١١ كان المصريون فعلا كتلة واحدة، ولذلك نجحوا، ولذلك أسقطوا الطاغية، وفر القامعون أمام زحفهم.
لكن في مصر جماعات كادت أن تطيح الثورة بسلطانهم، وجماعات منحتها الثورة فرصة للفوز بالسلطة. وتعاونت أيدي القابضين على الزمام – قبل أن يفلت منهم – مع الطامحين، فانقسم الشعب وأصبح المصريون شيعا وأحزابا وجماعات.
في ٢٥ يناير ٢٠١٤، لما تزل شعلة الثورة ملتهبة، ولم تخبُ. وإن أردنا تأجيجها علينا أن نتوحد، وننصهر في كتلة واحدة نتخلى فيها عن حزبيتنا وأيدولوجياتنا ومصالحنا الخاصة من أجل مصر وكرامتها، حتى تحقق ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ أهم أهدافها: إسقاط النظام بأعمدته كلها، و .. العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية.