لباس كل منا وهندامه، وطريقة تعامله مع الآخرين، سواء أكان الجد أو الهذر سمتها، وحتى طريقة مشيتنا، وطريقة كلامنا إما بسرعة أو بتؤدة، ودرجة الصوت علوا وهمسا، كلها ترسم ملامح الصورة التي نريد الآخرين أن يأخذوها عنا.
ولهذا علينا أن نتأمل مليا فيما نلبس، وما نقول، وكيف نتكلم، وكيف نتعامل مع الآخرين. فهذه صورتنا، والآخرون سيعاملوننا بناء عليها.
وكم أعجب من أناس أراهم في أماكن عملهم، فأشعر كأنهم هبوا من نومهم متأخرين وسعوا إلى أعمالهم بلباس النوم: بنطال من الجينز يخاصم المكواة، مهترئ هنا وهناك، ولا تعرف له من بين جنس الألوان لونا صافيا. وفي قدميه نعل من الكاوتش كان ينتسب إلى هذه أو تلك من الأسر المشهورة في عالم “الكوتشات”، التي لا أريد أن أروج لها هنا.
وهذه هي صورة بعض شبابنا، ورجالنا، وفتياتنا ونسائنا في أماكن العمل، وهي الصورة التي ارتضوها وارتضينها لأنفسهم وأنفسهن جميعا، وهي أيضا التي تفرض علينا الطريقة التي نعاملهم بها.
لست أرى أي غضاضة أبدا في اللباس غير الرسمي “الكاجوال”، شريطة أن يكون مهندما، ونظيفا وأنيقا في مكان العمل. ولنلبس ما نشاء في نزهاتنا أو في منازلنا.
لقد أصبحت صورة الرجل الأنيق المهندم، والمرأة الأنيقة المهندمة نادرة في أماكن العمل هذه الأيام. وقد يكون ذلك سببا فيما نراه من سلوك وشغب وشجار بين زملاء العمل وزميلات العمل.
كم أحن إلى رؤية الرجل في البنطال الصوف المكوي، والحذاء الجلد اللامع، ورؤية المرأة في الفستان الأنيق، والحذاء الذي يتسامى عن الأرض بكعب.
وسامحوني إن آذيت مشاعركم، فقد أكون إنسانا “دقة قديمة”.