تقول كتب التراث الإسلامي إن من بين أسماء النبي عليه السلام، ”أبوالقاسم“، وهكذا ارتبطت هذه الكنية باسم محمد في العصور التالية حتى يومنا هذا. ويشيع استخدامها في بعض البلدان العربية دون بعض.
وقد تولد من هذا الاسم أسماء أخرى لم تكن تعرفها العربية.
والعامل المهم وراء هذا هو وجود صوت ”القاف“ في الاسم، وهو صوت ”قلق“ وغير مستقر على حال واحدة، كما بينت في يومية سابقة.
والأصل في نطق الكنية هو تحقيق القاف نطقا فنقول أبوالقاسم (q)، لكن الصوت لا يستقر على حال، فيأخذ في التغير على الألسن ليصبح أبو القاسم، أبا الجاسم (=g) ويتخفف الاسم من بعض أرديته فيتحول – في بعض لهجاتنا، خاصة في العراق – إلى أبو جاسم، مع الحفاظ على صوت (g).
وتمر أيام وأيام، وتُتداول الكنية على الألسنة، ومع طول التداول تتعرض الكلمة للتغير. فمن لم يسمع الكلمة بالأذن منطوقة، ويراها بالعين مكتوبة، ربما يلفظها اللفظ المعهود للجيم، فيقول: أبو جاسم (=j)، وهكذا تولد – بعد فترة من الزمن – اسم جديد لم يكن من بين الأسماء التي ألفها المتحدثون بالعربية، هو جاسم.
وليس لهذا الاسم الجديد – في رأيي – صلة بالجسم وما يرتبط به، أي أنه ليس اسما مشتقا من الجذر (ج س م). بل هو وليد جديد شارك في توليده تغير صوت القاف في العربية عبر مرور الزمن، على النحو التالي:
١- ق تصبح ج
٢- ج تصبح چ
ولا أدري ما يحمله المستقبل لأبي جاسم، فقد تؤثر فيه السنون فيضحي أبا ياسم، على ألسنة من ينطقون چ = ي
فيقولون أبو ياسم.