امتلأت القاعة. ولم يبق على بدء الاجتماع سوى دقيقتين. وتسارعت الخطى بين القادمين، فصاروا يهرولون، يسعى كل منهم إلى اللحاق بمكانه. وفي الدقيقة الأخيرة دخل شاب في أوائل العشرينيات، بدا عليه الارتباك، ودار بنظره هنا وهناك ثم اتخذ قرارا متسرعا، فيما أظن، فجلس حيث كنت. علا وجهه حمرة للحظات، وظل الارتباك يسري في أوصاله، وبلع ريقه وكأنه أحس أن وضعه استقر في جلسته، ولن يتيح الوقت فرصة لأحد ليقيمه من هذا المكان. لكن حظه، وحظي أنا أيضا، كان عاثرا.