كم أحس بالألم عندما أتابع أخبار العالم.
ومعظم الألم أحيانا ليس نابعا من الأحداث التي تنقلها إلينا الأخبار، ولكن من طريقة التعبير عنها.
ويبدو أن توالي أحداث القتل والإصابات، وتصادم وسائل المواصلات، وانهيار المباني والهجمات والاحتجاجات يفقد بعض الصحفيين شعورهم الإنساني عندما يتحدثون عن ضحايا هذه الأحداث جميعا.
فتراهم يتعاملون مع أعداد الضحايا تعامل مُحصّل الضرائب، أو محاسب الشركة الذي يحصي أرباحها، أو صاحب الأرض الذي يجني ثماره ويحتسب الحصيلة.
فيقولون إن ”حصيلة“ القتلى أو الضحايا ارتفعت، أو زادت، أو … أو، في برود غير محمود.
وربما ينبري أحد الصحفيين ويرفع راية حيادية الصحافة وتناولها الأخبار بمنأى عن العواطف.
وله أقول إن كلمة ”حصيلة“ في رأيي ليست حيادية، لأنها ترسم موقفا ترى فيه مُحصّلا يعدد أشخاصا، بلا مبالاة وببرود قاس: واحد اثنان … عشرة … مئة.
أو ليس البرود رد فعل عاطفيا؟
من الأولى أن يقلع الصحفي عن هذا البرود، والبديل المحايد فعلا هو لفظ ”عدد“ فيقول ”ارتفع عدد الضحايا“.
3 Comments
مكان رائع يرتاده الناس فيعودون بالزاد النافع ومتعة العقل.
ما يثير استغرابي هو ان” بي بي سي” هي الوحيدة، نعم الوحيدة ، في العالم التي تزن الكلمات بميزان البلاتين. وتراعي الحرص في استخدام اللفظ بما لا يراعي الدقة والموضوعية والانصاف فقط بل المشاعر البشرية ايضا. لكن !!!!
ما بعد حرف الاستدراك أهم