أسر اللغة وأسماء “الأعلام”
للغة أسر عجيب يصعب الفكاك منه، خاصة في ميدان الترجمة من لغة إلى أخرى. فغالبا ما يقع المترجم المبتدئ أسير اللغة التي ينقل عنها، بما يحويه المضمون من إيحاءات ثقافية واستخدامات مجازية لا تترجم.
ومن هذا الباب ما اعتاد بعض مترجمي وسائل الإعلام هذه الأيام على استخدامه في التعامل مع أسماء الأشخاص وما يسبقها من ألقاب. وهذا مثال لما أقول نشر في أحد المواقع، ولاحظوا معي كيف يتعامل المترجم مع اسم الشخصية التي ورد ذكرها في النص الإنجليزي:
“تحكي وردة سليمان تجربة “اعتقالها لـ19 شهرا تعرضت خلالها للتعذيب”.
وتقول سليمان (31 عاما) إن زوجها كان من مؤيدي النظام لكنه قتل على يد مسلحي المعارضة بعد أن حسبوه من قوات الشبيحة، بحسب “الغارديان”.
وأضافت سليمان …
وأوضحت سليمان …
وهربت سليمان إلى تركيا … ”
هل يصح مثل هذا في العربية؟
لا أظننا أبدا بحاجة إلى هذه “الأمانة” العمياء في الترجمة، التي تؤدي إلى انتهاك حرمة العربية، في باب موافقة الفعل المتقدم على فاعله المؤنث في التأنيث. كما تخل تلك الأمانة بالثقافة العربية التي اعتاد الناس فيها على استخدام الاسم الأول مسبوقا باللقب، فنقول دكتور طه، لطه حسين، وأستاذ نجيب، لنجيب محفوظ، ودكتوره سهير لسهير القلماوي، وهكذا.