كان لهيئة الإذاعة البريطانية مجلات، منها “المستمع العربي“، و“هنا لندن“. وكان من بين من تولى رئاسة تحريرها الأستاذ منير عبيد، والأستاذ خليل فهمي، والمرحوم الأستاذ حسن أبو العلا.
وكان لي حظ الكتابة في “هنا لندن”، ثلاث مرات. ثم نلت شرف الكتابة عني فيها حينما حصلت على درجة الدكتوراه في علم الأصوات من جامعة لندن، وأجرى معي الأستاذ خليل فهمي، رئيس تحريرها وقتئذ، حوارا عن دراستي وعملي في بي بي سي.
أما مرات مشاركتي بالكتابة فكانت أولاها عندما نشر لي الأستاذ منير عبيد قصة قصيرة كنت قد كتبتها تحت عنوان “السجين”.
وفي المرة الثانية طلب مني المرحوم حسن أبو العلا في رمضان في سنة من السنوات أن كتب عن قراء القرآن الكريم في العالم العربي. وكتبت مقالتين طويلتين عن قراء القرآن تحت عنوان “أصوات من السماء”. وأجريت عددا من المقابلات، منها لقاء مع الشيخ أبو العينين شعيشع، وقابلت أيضا قارئا من سوريا، آخر من المغرب. واستعنت بتلك المادة عندما تعرضت لمدارس التلاوة في مصر، والشام والمغرب.
أما المرة الثالثة فكانت عن الكمپيوتر. فقد عُرفت بولعي بهذا الجهاز العجيب، وخوض غماره بنفسي. وعرف سكرتير تحرير المجلة آنذاك، الأستاذ حافظ قباني ذلك عني. وحينما أرادت المجلة كتابة سلسلة مقالات عن هذه الآلة العجيبة وما يتعلق بها في التسعينيات رأت فيّ الشخص المناسب لهذه المهمة لأنها توقعت أن يكون كلامي سلسا، خاليا من حشو المصطلحات والإغراق في غموض دهاليزها.
وكتبت فعلا نحو ست أو سبع مقالات على مدي أشهر تحت عنوان (الكمبيوتر: آلة هذا الزمان العجيبة) عرضت فيها لمعداتها وبرامجها. ولم أكن آنذاك من موظفي بي بي سي، بل كنت مساهما من الخارج.
وعندما نشرت المقالة الأولى، كان وصف رئيس التحرير لي باعتباري كاتبها أمرا عجبا.
إذ كتب في ذيل الصفحة في إشارة إلي (يشارك بصوته في برامج الإذاعة).
وصدقت مقولة من قال: “الصوت ولا الغنى“.
