ترجمة أسماء الأعلام الأجنبية وتأثير الثقافة

ترجمة أسماء الأعلام الأجنبية وتأثير الثقافة

(٤) ترجمة أسماء الأعلام الأجنبية وتأثير الثقافة

موضوع الأسماء الأجنبية في اللغة العربية وغيرها من اللغات، ذو صلة بأسماء الأعلام الأجنبية، مثل الوزراء والمسؤولين والمشاهير، التي تتردد في الأخبار. 

وعندما نترجم الأخبار التي تتضمن أسماء بعض الأعلام، فإننا لا نترجم كلمات فقط، بل ننقل معها إلى العربية أيضا خصائص الثقافة التي نشأت فيها تلك اللغة الأجنبية التي ننقل عنها. 

واللغة الإنجليزية لا تفرق بين المذكر والمؤنث، ولذلك فليس في الأفعال فيها فرق في الصيغة إن كان الفاعل مذكرا أم مؤنثا. فنقول: 

The man came yesterday.

The woman came yesterday.

وليس هناك أيضا فرق في صيغة الفعل إن كنا نتحدث عن مسؤول أجنبي رجل، أو مسؤولة امرأة. فنقول:

Emmanuel Macron says

Mr Macron says

Marine Le Pen says

Mrs Le Pen says

وفي خضم ترجمة الأخبار أخذ هذا الاتجاه الموجود في اللغة الإنجليزية في معاملة أسماء المسؤولين، رجالا ونساء، ينتقل إلينا في الأخبار العربية، خاصة تلك المتعلقة بمسؤولات عربيات.

وسأضرب مثالا هنا بثلاث مسؤولات عربيات هن:

١وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش

٢وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي

٣مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان

تعالوا نرى معا كيف تشير مواقع عربية إليهن، متأثرة بالثقافة الإنجليزية، التي نقلناها مع ترجمة أخبار المسؤولات الأجنبيات.

  • حثت المنقوش وزيرة خارجية ليبيا تركيا على
  • قالت المنقوش خلال مؤتمر صحفي
  • استقبلت المهدي اليوم الاثنين
  • أوضحت المهدي أن السودان
  • أضافت شعبان أن

وهذا غير مقبول لا في ثقافتنا العربية ولا في لغتنا العربية.

ففي الثقافة العربية لا نستخدم اللقب متبوعا باسم العائلة، لا للمذكر، ولا للمؤنث.

فلا نقول في الحديث مثلا عن طه حسينقال الدكتور حسين، كما يقول الإنجليز في لغتهم. ولا نقول عن الدكتورة نوال السعداويصرحت الدكتورة السعداوي“.

لأننا أكثر ميلا إلى استخدام اللقب متبوعا بالاسم الكامل. فنقول: ”قال الدكتور طه حسين، وصرحت الدكتورة نوال السعدواي“.

وأحيانا نستخدم اسم العائلة ولكن بلا ألقاب. فنقول مع أسماء أعلام المشاهير: ”قال السياب، واستخدم المعري، وذكرت الخنساء“.

وليس مقبولا في لغتنا العربية أن نؤنث الفعل وفاعله اسما مذكرا ظاهرا. فنقول: 

  • حثتالمنقوش
  • قالتالمنقوش
  • استقبلتالمهدي
  • أوضحتالمهدي
  • أضافتشعبان

ولا أظن أبدا أننا مضطرون إلى نقل هذا الملمح الثقافي من ثقافة الإنجليز إلى ثقافتنا العربية. فلكل ثقافة خصوصياتها التي تميزها من غيرها.

وأرى أنه من الأولى أن نقول: ”قالت الوزيرة، أواستقبلت الوزيرة، أوأضافت المستشارة“. 

  

للمشاركة على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

البحث

محمد العشيري

عملت محاضرًا في اللغة والثقافة العربية في جامعة برمنجهام البريطانية. درَستُ علم الأصوات اللغوية وعلم اللغة وتخصصت فيهما، ثم درَّستهما فيما بعد. وتشمل مجالات اهتمامي علوم اللغة العربية، والخطاب الإسلامي، واللغة في وسائل الإعلام. عملت أيضًا في جامعة وستمنستر في لندن، وجامعة عين شمس المصرية في القاهرة. وعملت مذيعا ومقدم ومعد برامج في هيئة الإذاعة البريطانية. من بين مؤلفاتي: “أصوات التلاوة في مصر: دراسة صوتية، و“عربية القرآن: مقدمة قصيرة”، و”كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية لأبي حاتم الرازي: دراسة لغوية”. ونشرت مجموعة قصصية تحت عنوان “حرم المرحوم” وكتبا أخرى.