من الكلمات ما يجرح، ومنها ما يقتل. وجذر الكلام في لغتنا أحد معانيه الجرح، فإذا كَلَمت إنسانا فقد جرحته، والجريح شخص مكلوم وكليم.
وأنا أشعر بعد فقد شقيقتي يوم السبت ٢٨ أغسطس ٢٠٢١، وقبل احتفالها بعيد ميلادها بأسابيع، عقب إصابتها بڤيروس كورونا اللعين أني مكلوم، بل محطم. ولا أجد تسرية إلا في الكتابة، والفضفضة إلى شاشة جهاز كمپيوتري.
كانت شقيقتي مقربة جدا مني، لأني كنت أستمع إليها عندما كانت تفضفض إلي بما في صدرها وأصغي في اهتمام. والاستماع إلى من يكلمك قمة الاحترام. كما أن فيه فرصة تنفيس لمن يحدثك.
ورحلت شقيقتي، وهي آخر الأخوات، وانقطعت أحاديثنا، وكان في انقطاعها تمزيق لشريان ود كان يرويني استماعا ويرويها فضفضة.
لا تضيعوا فرصة الاستماع إلى من تحبون والحديث إليهم، إلى آبائكم، أو أمهاتكم، أو أخواتكم، أو إخوانكم، أو أصدقائكم فالحياة لحظاتها قصيرة وأرجو ألا يباغت أحدا منكم الفقد قبل الأوان، كما باغتني وكاد يصرعني.
مرتبط
اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
One Comment
ربنا يرحمها و يغفر لها و يصبرك يا بابا