بين الحب والموت علاقة لم أتبين كنهها ألا بعد رحيل شقيقتي.
فكم أود الحديث عنها، بين آن وآخر، وذكر حكاياتها والكلام عن مواقفها. وأنا في ذلك لست بعيدا أبدا عما يشعر به المحبون والعشاق، وكأنها محبوبتي التي إن التفتُّ عنها برهة حننت إليها.
لكن وصفي لها بـ”كأنها“ محبوبتي وصف غير صادق. فهي فعلا محبوبتي، أو لأقل ”كانت“ محبوبتي.
كانت هي الصغرى، وكان تواصلي معها في السنوات الأخيرة أكثر من ذي قبل، خاصة بعد رحيل أمي وأختيَّ الكبرى والوسطى.
ولكني أخشى أحيانا أن تضيق زوجتي بهذه الرغبة الملحّة لدي. غير أني أدرك أنها تشاركني حبها.
وما أجمل ما قالته عن أختي ونحن نتذكرها ونتذاكر لقاءاتنا معها.
”إن قلبها، رحمها الله، كان يسع الجميع، ولم تكن أبدا تتحزب لجانب من الأسرة على حساب آخر.“
”كانت تحب الجميع وكانت محبوبة من الجميع، حتى وإن كان هؤلاء الجميع أشتاتا وأحزابا“
وهكذا كان بيتها مفتوحا لنا كافة، وكان فيه مكان اللقاء الذي قد نفقده بفقدها.
لكن الأيام لا تدوم على حال، وبعض المحبوبين يرحلون. ولا سبيل أمامنا إلا أن نرضى بالقضاء، ونظل مخلصين لذكراها وللقيم التي تركتها فينا.
مرتبط
اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.