في ظروف الموت والوفاة، نستخدم فعلين أساسيين، هما ”مات“ و”تُوفّي“.
ولكل فعل فاعل في اللغة العربية. فلو قلنا (قعد المريض)، و(سكت المتحدث) عرفنا أن فاعل فعل القعود هو المريض، وفاعل فعل السكوت هو المتحدث.
لكن لو قلنا (مات فلان) فهل فلان هو فاعل فعل الموت؟
لو كان الأمر كذلك لاستطاع فلان هذا التحكم فيه، فإما يفعله، وإما يقلع عن فعله. فهو في القعود، والسكوت يستطيع أن يؤدي الفعل، أو لا يؤديه. أما في الموت فلا خيار له فيه، ولا إرادة.
وتنبه نحاة العربية لمثل هذا النوع من الأفعال، مثل ”مات“، وحالفهم الصواب عندما أشاروا في تعريف الفاعل إلى ما يفهم منه أنه ”من قام بالفعل“ أو ”من تأثر بوقوع الفعل“.
فالمريض في (قعد المريض)، والمتحدث في (سكت المتحدث) قاما بفعلي القعود والسكوت.
أما فلان في (مات فلان) فقد وقع عليه فعل الموت وتأثر به.
أما الفعل الآخر ”تُوفي“ فالفاعل فيه صريح وواضح، وهو الملائكة، أو ملك الموت، أو الله تعالى، وإن لم يتيسر لنا رؤية هذا الفاعل أو مشاهدته عند حدوث فعل الوفاة. ولغموض الفاعل، بل ربما لشدة وضوحه، بُني الفعل للمجهول، فقلنا ”يُتوفى“ و”تُوفّي“.
وبعض المتحدثين يسيئون في النطق فيجعلون الفعل مبنيا للمعلوم، ويقولون ”تَوفَّى فلان“، وهو أمر يتعذر على ”فلان“ فعله.
ورحم الله من ”مات“ ومن ”تُوفّي“.
مرتبط
اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.