في يومك العالمي يا أمي، ويا أخواتي، ويا بُنيتي، ويا زوجتي، ويا نساء العالمين، لا أملك إلا العذر أقدمه لكنّ في هذا اليوم !
فلم أقوَ وحدي على مواجهة طوفان الطغيان، والظلم، والقهر، واستعباد المجتمع والرجال، وحتى اللغة، وصده عنك.
فباسم دين، لا أعرف له اسما، تجبرين أحيانا على الزواج، وباسم ”شرف“ لا يمت لأي شرف إنساني تزهق روحك، وباسم عادات وأعراف يفرض على بناتك لباس عليهن التزيي به حتى قبل أن يبلغن الحلم، ولا يُطلب من المحملقين عيونهم غض البصر.
وباسم تفسيرات، لا تقدر الله سبحانه وتعالى حق قدره، يرى رجال، ونساء أيضا، أن تعاقبي بالضرب إن نشزت، ويتغاضون عما ورد بشأن نشوز الرجل، وعدل العادل في المعاملة بينكما.
وباسم مجتمع ذكوري، فرض قواعده حتى على اللغة، وهي لا تمت لنحو العربية بصلة، توصفين بصيغ يوصف بها الرجال.
وباسم .. وباسم ..
نظروا إليك ”أنثى“، ولم يروا فيك ”إنسانا“، وعاملوك على أنك ما خُلقت إلا من أجلهم، ومن أجل متعتهم، وبئسها من متعة!
لكني، يا أمي ويا أخواتي، ويا بُنيتي، ويا زوجتي، ويا نساء العالم، مازلت أحاول، منذ تحرر الوعي لدي، وقدرَ إمكاني، أن أرفع عنكن ما أستطيع من ظلم وإجحاف، وأن أنبه إلى سوءات التفكير الذكوري الجاثم على فكرنا وفي نظرتنا، وفي تعاملنا اليومي، وفي كلامنا ولغتنا التي نستخدمها كل يوم.
مرتبط
اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.