تضم المجموعة عشر قصص. كتبت في أوقات مختلفة.
وأود أن أشير هنا إلى تعلقي بالكتابة الأدبية الذي بدأ وأنا في الرابعة عشرة.
وكانت بدايات ذلك التعلق عندما بدأت مشروع ”مجلة“ دورية مع شقيقي محمود، الذي ظل يعمل في الصحافة، بعد تخرجه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حتى بلغ منصب نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إلى أن تقاعد.
بدأنا ذلك المشروع قبل سنوات ذات عدد. وكنا نكتب موادها بأيدينا على صفحات ننتزعها من كراسة مدرسية ثم ندبسها معا. وكنا نضع لها غلافا خارجيا من لون مختلف. وأطلقنا عليها اسم ”بغية المعرفة“، متأثرين بما كنا نقرؤه من كتب آنذاك. وصدر منها عدد أو عددان، على ما أذكر. وكان محمود يكتب شيئا يشبه التحليل السياسي وكنت أنا أكتب وصفا لبعض ما أشاهده.
وكانت أول محاولة لي لوحة قصصية لحريق شاهدته فعليا عندما كنت أمارس هوايتي في القراءة فوق سطح بيتنا. ورأيت عن بعد ألسنة النيران وهي تلتهم بيتا كان يقع قبالتنا على بعد شارعين أو ثلاثة.
ولازمني هذا التعلق بالكتابة طيلة حياتي خلال سنوات الدراسة الثانوية والجامعية، بيد أنني للأسف لم أكرس لها وقتا كافيا. ووجدت متنفسا لها خلال المرحلة الجامعية في الأبحاث التي كانت تطلب منا.
ولكن ظلت محاولاتي الأدبية حبيسة دفاتري ومذكراتي حتى عينت معيدا في كلية البنات بجامعة عين شمس، وشجعني وجودي بين أساتذة كبار في الأدب والنقد على نفض الغبار عن دفاتري القديمة لأقرأ على بعضهم في وقت فراغه شيئا مما كتبته.
وشجعني ما لقيته من ترحاب بكتاباتي على كسر حاجز الخوف من النشر. فنشرت قصتين من قصص تلك المجموعة في مجلة القصة المصرية، ثم نشرت قصة في مجلة العربي الكويتية، وأخرى في صحيفة الأهرام في ملحق الجمعة الأسبوعي.
وأود أن أشير إلى أن القصص المنشورة في الصفحات التالية كتبت في فترات مختلفة باعدت بينها سنوات، لكني أغفلت تواريخ كل منها حتى لا يكون هناك ما قد يلفت انتباه القارئ عن القصة ذاتها.
مرتبط
اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.