الحرف المشدد في اللغة العربية رمز لصوتين أولهما ساكن والثاني متحرك. مثال ذلك:
جمَّد = جَـمْـ مَـ دَ – الميم هنا هي ميم ساكنة + ميم تتبعها حركة
يشـدُّ = يَـ شُـدْ دُ – الدال هنا هي دال ساكنة + دال تتبعها حركة
يَبُتُّ = يَـ بُـتْـ تُـ – التاء هنا هي تاء ساكنة + تاء تتبعها حركة
وماذا يحدث عندما يتعرض الفعل المضارع المشدد الآخر، مثل يشدُّ، ويَبُتُّ، للجزم، كما في:
لم يشدّ الحبلَ
لم يبتّ في الأمر
بعد الجزم تغير فعل يشدّ من:
يَـ شُـدْ دُ إلى لم يَـ شُدْ دْ
يَـ بُـتْ تُـ إلى لم يَـ بُـتْـ تْـ
لدينا إذن في نهاية الفعل في المثالين ساكنان يجب تحريكهما لصعوبة النطق.
وقد لاحظت عددا من المذيعين ينطقون الفعلَ المشددَ الآخرِ المجزومَ مبقين على التقاء الساكنين، أي ينطقون الساكنين كما هما.
وهم معذورون لأنهم وقعوا هنا في ورطة: وهي أن الساكن الثاني هو الذي وقعت عليه علامة جزم الفعل، فلا يستطيعون تحريكه لفك التقاء الساكنين.
فما هو الحل في هذه الحالة؟ وكيف ننطق الفعل المضارع المشدد الآخر عند جزمه؟ وهل الحفاظ على علامة الجزم، وهي السكون هنا، أهم أم تحريك الساكنين؟
الحل الذي تبنته اللغة العربية هو تحريك الساكنين. ويكون ذلك بجلب فتحة لتحريك الصوت الساكن الأخير. فنقول في المثالين السابقين:
لم يَشُدَّ = لم يَـ شُـدْ دَ
لم يبتّ = لم يَـ بُـتْـ تَـ
وهذا حل صوتي لتلاقي الساكنين في آخر الفعل المشدد المجزوم. ولا تأثيرَ له في حالة الفعل. إذ مازال الفعل مجزوما، وعلامة جزمه سكون آخره.
ومازال في الفعل دليل على جزمه وهو وجود أداة الجزم ”لم“.
وعلى المذيعين أن ينتبهوا إلى هذه الحالة، وأن ينطقوا الفتحة في
آخر
لم يشدَّ، ولم يبتَّ بلا خجل وبلا خوف على علامة جزم الفعل.
في الڤيديو التالي إن شاء الله سنرى معا العمليات الصوتية التي حدثت لأداة النفي ”ليس“ عند إضافة الضمير المتحرك ”تُ“ وغيره من الضمائر المتحركة، إليها في مثل:
أنا ليس + تُ مهندسا = أنا لسـْ + تُ
فإلى لقاء
مرتبط
اكتشاف المزيد من أَسْرُ الْكلام
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.