توفيق الحكيم: كيف تحول من المسرحيات الفكاهية إلى المسرح “الثقافي”؟

كيف تحول من المسرح الفكاهي إلى المسرح الثقافي؟

يواصل الحكيم في هذا الجزء من (سجن العمر) الكلام عن مرحلة الاقتباس في المسرح المصري حينما كان لكل كاتب مسرحي كاتب أجنبي مختار يترجم أعماله ويقتبس منها، وهذا أيضا ما فعله توفيق الحكيم. 

ويقول الحكيم إن مرحلة الكتابة المسرحية الجادة لديه لم تبدأ إلا بعد ذهابه إلى فرنسا والارتشاف من منابع الثقافة هناك. لم يستمر الحكيم في فرنسا في مواصلة كتابة المسرحيات الفكاهية، بل اتخذ جانبا آخر وهو ركب المسرح الجاد الذي كان من أعلامه آنذاك هنريك إبسن، وبيرانديللو، وبرنارد شو وغيرهما، ممن شقوا طرقا جديدة ونبذوا طرق التصفيق. ولم يكن هؤلاء وقتها كتابا معروفين، بل كانوا يجاهدون ولم تكن مسرحياتهم رائجة. 

لكن ما الذي جعل توفيق الحكيم يترك الأضواء السهلة ويتجه هذا الاتجاه؟

ويحكي الحكيم عن اتجاهات المسرح آنذاك: التيار الإضحاكي، والتيار الإبكائي، ويقول إنه كان لابد من تيار ثالث هو التيار الثقافي، مع إنشاء الفرقة القومية للفنون المسرحية في عام ١٩٣٥ التي افتتحت عروضها بمسرحية الحكيم أهل الكهف. 

ولكن لماذا لم تستمر الفرقة ولم يتواصل هذا التيار؟

 

للمشاركة على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

البحث

محمد العشيري

عملت محاضرًا في اللغة والثقافة العربية في جامعة برمنجهام البريطانية. درَستُ علم الأصوات اللغوية وعلم اللغة وتخصصت فيهما، ثم درَّستهما فيما بعد. وتشمل مجالات اهتمامي علوم اللغة العربية، والخطاب الإسلامي، واللغة في وسائل الإعلام. عملت أيضًا في جامعة وستمنستر في لندن، وجامعة عين شمس المصرية في القاهرة. وعملت مذيعا ومقدم ومعد برامج في هيئة الإذاعة البريطانية. من بين مؤلفاتي: “أصوات التلاوة في مصر: دراسة صوتية، و“عربية القرآن: مقدمة قصيرة”، و”كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية لأبي حاتم الرازي: دراسة لغوية”. ونشرت مجموعة قصصية تحت عنوان “حرم المرحوم” وكتبا أخرى.